مرايا الذاكرة//بقلم الأديبة الشاعرة فوزية الخطاب

مرايا الذاكرة تسوق سيارتها بسرعة جنونية، تتجه للمجهول، خيالات تطاردها، أصوات كثيرة ترتفع في داخلها، تتراى لها صور من الألم و الحزن ...ضغطت على الفرامل، لم تعد تهتم، تريد وضع حد لحياتها... تلك الأحداث تنخر ذاكرتها وتترك ندوبا لا تندمل، تزيد السرعة، العداد يكاد ينفجر وهي غير آبهة للأمر، ما أسوأها من ذاكرة تعيد الأحداث!!، تخيلته يقف أمامها يخاطبها بنفس القسوة والغلظة: "تهربين تفرين' وهو يقهقه، أنا أسكن داخلك أينما حللت وارتحلت ستجدينني، أطاردك ..' صرخت بأعلى صوتها: -ابتعد أيها الوقح القذر، ولولا لطف الأقدار لاصطدمت بشاحنة كبيرة وكانت في عداد الأموات ،خفضت السرعة وتوقفت في أقرب باحة استراحة... غسلت وجهها، تأملته في المرآة وصوت بداخلها يقول : لا تخافي اطمئني....جلست ترتشف كوب قهوة وتدعو الله أن يرفع عنها البلاء والهم، أخرجت هاتفها، لتجد عدداً من الرسائل، لم تأبه لها فقط نظرت لرسائل طبيبها المعالج، (مرحبا زهراء اتصلت أكثر من مرة ولا مجيب، فقط أردت تذكيرك بالدواء، وألا تنسيه، تناوليه لكي تشفي.. لم تكمل القراءة... أغلقت الهاتف - إلى متى سأتن...