من صداك// بقلم الشاعر فاضل الكعبي
من صداك
· للشاعر فاضل الكعبي
الليلُ طويلْ
ومرايا جفني
لمْ تسدلْ بعدُ
ستائرها .. أطفأتِ الشمعهْ
ثمَّ وأدتُْ بعينيَّ الدمعهْ ..
خوفَ تميلْ ،
خوفَ تهيلْ ..
لكنَّ طبولَ الحربِ
صدى صرختكِ
ودويّاً يتطاولُ
في أذنيَّ ..
تمثَّلتُ الجسدَ الواهي
وتمثَّلتُ دماكِ
لكيفَ تسيلْ ،
ولهذا كانَ الليلُ طويلاً
مازالَ طويلْ ..
ما برحتْ عنّي الظلمةُ
حاولتُ بمرآتي أنْ أوصلَ عينَ النجمِ
وأحرِّكُ خُصلاتِ القمرِ النائي ،
بأصابعَ لَمْ تُبتَرْ من حُلمي ..
لكنَّ دُخانَ الحربِ
أراني النجمَ أسيراً
والقمرَ المطعونَ على صدري
شُبْهَ قتيلْ ..
ثانيةً أوقدتُ الشمعةَ
ثانيةً لأراكِ ،
جفَّلتُ وسادَتكِ
شاهدتُ سريري
هل ألقاكِ ؟..
كنتِ هناكَ
هناكَ ،
هناكَ ،
هناكَ تغيبينَ
رأيتُكِ في وجعي تصطَخُبينَ
تبثّينَ الحزنَ
وتُغلينَ الألمَ المتبقي
في الوجدانْ
وبكلِّ سيوفِ المهجةِ تحتربينَ
تمصينَ صهيلي
وعلى أطرافِ الميدانْ ،
كنتُ حصاناً دونَ صهيلْ ..
ولهذا كانَ الليلُ طويلاَ
وطويلاً وطويلْ ،
لا يُشبهُ إلّا صوتكِ ، صوتي ،
في كلِّ عويلْ ..
عيناكِ اتَّسعتْ فيهِ ،
اتَّسَعَتْ والأفقُ يضيقُ
يضيقُ ، يضيقُ
كهذا الأزميل ..
وهو إليكِ
إليَّ ، إليَّ ، إليَّ ،
الآنَ ، الآنَ ،
الآنَ يميلُ ، يميلُ ،
يميلْ ...
وهناكَ ، هناكَ ،
على النافذةِ التعبى في العتمةِ
في الشكوى يتوارى
ألفُ طريقٍ ، ألفُ طريقْ ..
والليلُ طويلٌ ، وطويلٌ ، وطويلْ ..
عيناكِ بعينيَّ
اقتحمتْ شفتاكِ شفتيَّ ..
أصابعُكِ تمتدُّ إلى نحري
خُذْ ، ثمَّ امنحني مهري
وأصابعُكَ تمتدُّ وتمتدُّ
تُمسِّدُ بالجمرِ ظلوعي
ساعةَ ألقى في وجعي وطلوعي
جمراً ليسَ لهُ في النارِ مثيلْ ..
وسواكِ ما أرَّقني
وسواكِ ما أرَّقني ، ما أرَّقني
ما أوحشني
ما أوحشني
ما أوحشني ..
وسواكِ ما اخترتُ بديلْ ..
ورضيتُ لأجلكِ
السلام الدامي بحصاري
هذا الأثقلُ في صدري
من كلِّ ثقيلْ ..
***********
تعليقات
إرسال تعليق