إليك يا عناقيدي المحترقة//بقلم الأديب الشاعر أحمد فاروق بيضون
إليك يا عناقيدي المحترقة
كيف السبيل إلى النجاة؟!...
نعم... هاقَد اختلطت الأوراق وأنا انثر مداد عوالمي المهترئة الأركان بغرفتي.. أتحسس غيماتٍ تقلني فوق جناحات أربع: أولها جناح الأحلام المبتورة؛ تأخذني لحوافّ النهايات لما تدثرني أقبية أنفاق الوجود.. تزرعني بذرة من إنسانية باتت تحتضر.. تتلقفني بعباءة من دجنة ليل كالح كغسقٍ ينفلت من فجر بخيطٍ أبيض.. لأصحوَ في النهاية ببستان باللازمان واللامكان.. هائنَذا أقارع بيادر أغصان متطايرة مضمخة باللون القاني تحت أتون قيظ من مثوى جحيم؛ أما الجناح الثاني هو جناح يقلني لبرزخٍ بين الأبيض والأسود في ديمومة سيرورة بلا توقف.. لا أمل في الأوبة من تلك الدوامة بعد الإرتقاء.. أتذكُّر كل الخطايا وما تجرعت من أوهام عشق ونزوات تجذَّرت في أوداجي.. كيف أهربُ من أرزاء القدر وألوان المصير الذي أصبح قاتماً من مستقر جهنم.. كم وكم حنثت العهود ولطمت الخدود وحطمت إلى الخير السدود؛ أما ذاك الثالث يتلوى بميوعة محاولاً الخلاص من الشَرك لمَّا نفضت أوراق الخريف الذابلة ومسَّدت عالمي الينع بالأصفر حتى جذوة الضمائر تصحرت؛ والرابع أتاني يحمل صولجاناً اعتلاه الصدأ وتاجٌ يبدو كخردة مهملة... نعم!!... أنا من أردت الصولجان وذاك التاج اللامع ببهجة جلمودٍ صلدٍ يعكس أضواء شراعات الشهرة التي هوت بي في الحضيض؛ جناحات السحاب الملبد بزبد الأوهام تحاصرني الآن حتى انتفضت ثائرتي فأحرقتُ آخر أغصاني الحالمات بنباريس الحرية وسكنت أخيراً في مراقد الأنين بين غياهب النسيان.. مللتُ ضجيجاً بنكهة أرتال الدخان... أفضِّل الرحيل!!!..
أحمد فاروق بيضون - مصر 🌹
تموز.. 2024
تعليقات
إرسال تعليق