على أطلال تدمر//بقلم الأديب الشاعر جورج عازار

على أطلالِ تَدمر بعضُ العارِ عَورةٌ والعارُ عندَ البَعضِ نَظيرُ فضيلةٍ ومتاهاتُ الخياراتِ تَصعُبُ عندَ القَرارِ فأين المَفرُّ؟ صبراً زَنوبيا تكالبَ على أسوارِكِ الرُّومُ وهتَكتْ حجابُ المَعبدِ خَفافيشٌ وغُربانٌ أرملةٌ تُقارعُ الرِّجالَ غير هياَّبةٍ تَلبَسَ ثيابَ الرِّجالِ حين يَندرُ الرِّجالُ وعلى ظَهرِ فَرسٍ تُثبِتُ الزَّباءُ كيف الخُيولُ للخيَّالِ تنصاعُ حروبٌ تُنجبُ لُقطاءَ وذئاباً في العَتمةِ والنَّصرُ جَماجِمٌ والغنائِم ُبارودٌ وقبورٌ الأصفادُ من ذَهبٍ والحُرَّة من القيودِ تأنَفُ ورائحةَ الزَّنازينِ لا تَستَسيغُ هل كان سماً ما تَجرَّعتهُ الزَّباءُ؟ أم لَونُ الخَديعةِ ذاك الَّذي طَغى على شَذى جِيفِ الخيانةِ وشُذّاذِ الأفاقِ؟ تبتسمُ مَلِكةُ الشَّرقِ فيعلو وجهَ أوريليان الاصفرارُ بِرِفقةِ وهبِ الَّلاتِ أُذينة يفتحُ ذراعيه في النَّفقِ الطَّويلِ وينتظرُ أطلالُ تدَمُرتا الخَاويةِ تُنعشُ كُتبَ التَّاريخِ الهَشَّةِ ماتَت نامَت عاشَت زنوبيا وهل تموتُ الأساطيرُ؟ بين الموتِ والموتِ تختارُ الموتَ فيصيرُ الموتُ حياةً بِحُرقةٍ بَكت بالميرا تاجَها من يمسحُ دمعةَ أيتامِها ومن يَرتُقُ مِزَقَ ...