من وحي أزقتها//بقلم الأديب الشاعر محمود محمد أسد


 -من وحي أزقّتها-                                        محمود محمدأسد

أبوابُها مناهلٌ

للحبِّ و الشذا

على إيقاعِ نبضي تعزفُ...

لأجلها أدعو الإلهَ

أنظرُ...              

قدودُها ترنيمة الوجدِ الرخيمِ

والتراتيل التي في عطرها 

حكايةٌ و سوسنٌ

لا يذبلُ... 

الدفءْ منهُ يرشفُ... 

نهرُ السماعِ جَدْولٌ

من الشفاهِ الظمأى

وزنبقٌ مُطرَّزُ...

تلك الدروبُ و الأماسي

روضةٌ معطِّرةْ...

وبسمةٌ محلّقة...

عيني رسالةٌ من الجوى

ومركبٌ من الحرير

بدعةٌ مِنَ الحجرْ...

ومن عبير الوقتِ

لحظٌ ينطق..

هديلُ شوقها

موائدُ الرسلْ...

هذي زغاريدُ الحسانِ،

في المساءِ لوعةٌ

و عنبرٌ من السَّحْر..

عَزْفُ المساءِ عالقٌ

في الذاكرةْ

أسواقُها مرافئٌ و منجمٌ

تبثُّ شوقها خريفاً

في اللَّيالي الزاهره...

كم جاءَني وعدٌ بعرسٍ

أو لقاءٍ زخرفتهُ أغنياتٌ

ظمأى و حائره...

ليلُ الوصالِ ساهِرٌ و مرسِلٌ

مدامعَهْ....

شهباءُ أيقَظَتْ مفاتن الغيابِ

و الزّقاقُ أسرةٌ

وطاقةٌ من الحبقْ...

أسكنْتُها خريفَ عمري، و القدر...

دثّريني بنقاءٍ

جلُّ صحبي

مزَّقوا ثوبَ القصيدة...

وارتدَوا نزفَ الغواية...

تلك أفكارٌ تعرَّتْ

واستُبيحتْ في المقاهي

مفلسٌ عِطرُ شذاها

مفلسٌ نبضُ صباها

ضَيَّعَتْهم تُرَّهاتٌ

وأقاصيصُ الإماره...

ضيَّعتني أمنياتٌ

وبحارٌ، وقفارٌ

لا تُجارى

أنا صَبٌّ و مياهي

كقصيدي

لم تعدْ فيها نضاره...

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

غياب//بقلم الأديبة الشاعرة حكمت بن عزيز

لن أرحل//بقلم الأديبة الشاعرة زينب بوتوتة- الجزائر

رفيق الروح والتساؤلات//بقلم فراشة الربيع