مدينتي الفاضلة//بقلم الأديبة الشاعرة فاتن جبور



 مدينتي الفاضلة..

بقلمي : فاتن.


يقول لي: 

حبك طوباوي يا امرأة.. 

أيتها المثالية المتطرفة.. 

تريدين لقلبي 

أن يكون مدينتك الفاضلة.. 

تعيشين فيه

عمرا خارج التاريخ..

تسبحين على بساط وردي 

بلا صدمات.. 

بلا نكبات..

بلا قلب جريح.. 

وما أدراه بعمري ..؟ 

و هل عبئ يوما بقلبي..؟ 

يتيه بين كلمات و كلمات 

تخنقه أنامل وعود بلا وفاء .. 

و العينان سلاح قاتل

يسلط تلك النظرات

ليبعثر أبجديتي..

و يفضح زيف الإعتذار.. 

تغيب عني البدايات.. 

و أصل الحكاية

كما يعلمها.. 

تضيع تفاصيلها

في ثنايا التأجيل.. 

وبين ردهات الإنتظار..

مدينتي الفاضلة يا سيدي

تعيش بين أحضان الهدوء.. 

وترتدي رداء البساطة..

و لون الوفاء.. 

ضياء ومضة شاردة

من ذلك الأفق الصادق ..

يشيع النور بأرجائها 

كالفجر الساطع.. 

يلهمني شوقا.. 

يستحيل لهفة.. 

و همسة تبسط لي أكفها 

لتحتضن حيرتي .. 

تهدئ روع رعشة وتيني.. 

يغادر  التوجس أوصالي.. 

فأعتزل كل دمعة من فؤادي .. 

كل طرفة تردد من عيني.. 

مثالية أنا ..؟!

ألا ليتك تعلم.. 

هوس بآمالي يحملني 

إلى مدارات و أبعاد 

خارج الزمان و المكان.

فقط.. 

ألامس كفين مرتجفتين.. 

أتدثر جفنين دافئين.. 

فيأخذني الحلم

على بساط الانتشاء.. 

 إلى مدينة صممها قلبي

بدروب الود.. 

وشرفات السعادة ..

ليتك تعلم.. 

ليس مستحيلا

ولا إيغالا في المثالية 

الوصول إلى ذاك الظل الظليل..

و الحمام بدوحتي

يرقب إطلالة الأصيل..

فيتجلى قمري

يسامرني.. 

 وبين خصلاتي

يخفي سره الدفين..

ليتك تعلم.. 

 الجفاء شمس حارقة

نار تشب بالوتين..

تجفف قطرات الندى

على شفاه الورود ..

تكسر برواز أنوثتها

تخفي معالم الخدود.. 

تلقي بشتلات الأمل

و كل حكايتي.. 

بين أنقاض مدينتي الفاضلة..!!!

د. فاتن جبور


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

غياب//بقلم الأديبة الشاعرة حكمت بن عزيز

لن أرحل//بقلم الأديبة الشاعرة زينب بوتوتة- الجزائر

رفيق الروح والتساؤلات//بقلم فراشة الربيع