سبطُ العارفين//بقلم الأديب الشاعر عبد الملك العبّادي


 ((سِــــــــبـــــــطُ     الــــعــــارفــــيـــن))


بـالـعـلـمِ  يـسـمـو  عــلـى أقــرانِـهِ رَقــمَـا

وبـالـقـريـضِ  يُــــداوِي  حــرفُــهُ سـقـمـا


كـالـنـجمِ  يـعـلـو  مـقـامًـا  لا مـثـيـلَ لـــهُ

ومَـــنْ  يُـسـاويـهِ  فـــي إنـفـاقِـهِ كـرمَـا؟


يـاسـيـنُ  مَـــنْ  أصـلـحَ الـرحـمنُ بـاطـنَهُ

وزانَ  ظــاهِــرَهُ  حــتــى  اعـتـلـى قِـيَـمَـا


فــكــانَ  بــيـتًـا  لــكـلِ  الــنَّـاسِ قـاطِـبَـةً

وكــــانَ  عَــونًـا  يُــواسِـي أهــلَـهُ رَحِــمَـا


وكـــانَ  عُـــودًا  لــمَـنْ أوهـــت عـصـائِبُهُ

وَمِــعــولًا  يــكـتـوي  فــيـهِ الــعِـدا ألــمـا


يــا  أُمَّ  يـاسـين لا أُحـصِـي الـثـناءَ عـلـى

بـطـنٍ  حــوت  فــي حـشا أوصـالهَا عَـلَمَا


مـــاذا  أقـــولُ:  وقـــد  فــاقـت مـكـارِمُهُ

حـصـرًا،  ومَــنْ ذا يُـغـطِّي عـدَّهَـا كَـلِـمَا؟


يـــا  أيــهـا  ألـطـائـرُ الـغِـرّيـدُ فــي زمــنٍ

غـــابَ  الــرجـالُ  عــلـى مِـحـرَابِهِ قَـدَمَـا


لأنــــتَ  لـلـسـابـقينَ  الــسِّـبـطُ مُـنـتَـصِبًا

فــي  عِـقدِ أحـفادهم تـمضي بـهم حَـكَمَا


فـسِـر  عـلـى نـهـجهِمْ واسـلـك مـسالِكَهُمْ

تـكـونُ  فــي  شــرعِ أهــلِ الـلّـهِ مُـنـتظِمَا


ذاكَ  الأديــــبُ  الــــذي ذاعـــت مـنـاقِـبُهُ

وَمَــــدَّهُ  الــلّــهُ  مِــــنْ  إلــهَـامِـهِ حِـكَـمَـا


مَـنْ  كـالَ فـي صـاعِهِ الإبـريزَ مِـنْ ذهـبٍ

لــلّـهِ  حــتـى  اشــتـرى  مِــنْ رَبّــهِ قِـمَـمَا


مَـــنْ  كـــانَ  عــفـوًا وإحـسـانًـا ومـغـفرةً

لــكـلِ  مَـــنْ  نــالَـهُ فـــي عِــرضِـهِ ذَمَـمَـا


مَـــنْ  بـــاعَ  لــلّـهِ  أرضًـــا يـبـتـغي ثـمـنًا

مِــــنْ  الإلــــهِ  ويــطـوي  بـطـنَـهُ عَــدَمَـا


مَــنْ  قــامَ حـتـى انـحنت أعـضاؤهُ رَهـبًا

وصـــامَ  حــتـى اشـتـهت أمـعـاؤهُ إدمَــا


والـبُـنـدُقَانيُّ  مَـــنْ  حـــازَ الـقـريضُ بــهِ

فـخـرًا  وغـنَّـى الـجَـوى فــي حُـبِّهِ قِـدَمَا


سـيـفٌ  عـلـى الـخصمِ يَـسرِي سِـرُّهُ عـلنًا

عـلـى  الـقـلوبِ ولـن يَـلقى الـهُدى صـمَمَا


لا  يـنـحـنـي  لــجـبـانٍ نــــالَ مــنــهُ أذىً

ومَـــنْ  تــطـاولَ  فـــي إيــذائـهِ انـهـزمـا


وسـيـدُ  الـعـارفين الـحـاجُ مَــنْ سـطعت

فــيـهُ  الــولايـةُ  فـاخـتـارَ  الإبـــا شـمَـمَـا


وقــــامَ  لــلّــهِ  فــــي  مِــحـرَابِـهِ  ودعـــا

رَبًّــــا،  وكــــان  بــشــرعِ  الــلّـهِ مُـلـتـزِمَا


يــا  سِـبـطُ  مَــنْ سـجـدوا لـلّـهِ وابـتـهلوا

وأظـهـروا  الـعـلمَ  بــل كـانـوا لــهُ خـدمـا


لا  تـبـتعد عــن رِيَــاضِ الـصـالحين فـمَنْ

يَـحِيدُ  عـن  دربِ أهـلِ الـلّهِ ضـلَ - عَـمى


والــزم  طـريـقةَ مَـنْ صـاغوا الـهوى أدبًـا

وآثــروا  الـحـقَ واجـتـازوا الــورى قـلـما


واعــلــم  بــأنــكَ  لــــن  تـجـتـازَ مـنـزلـةً

إلا  وقــد  ســالَ نـهـرُ الـعـينِ مـنـكَ دمــا


وقــــد  عـهـدنـاكَ  فـيـنـا عــارفًـا وجـــلًا

تُـسـبِـحُ  الــلّـهَ،  لا  تــرضـى بــمَـنْ ظـلـما


وفــيــكَ  أشــرقـت  الأنـــوارُ واكـتـمـلت

لِأنَّ  بــدرَ الـدّجـى فــي وجـهـكَ ارتـسـما


وصــلِ  ربِّ  عـلـى الـمُـختَارِ مــا طـلـعت

شـمـسُ  الـنَّهارِ  ومـا غـيثُ الـسماءِ هـمى


والآلِ  والـصـحـبِ  ثـــم الـتـابعين ومَــنْ

يَــسِـيـرُ  فــيـنـا  بــنــي  عــبَّـادِ مُـلـتَـحِمَا


عـــبـــدالـــمـــلـــك      الـــــعـــــبَّـــــادي.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

غياب//بقلم الأديبة الشاعرة حكمت بن عزيز

لن أرحل//بقلم الأديبة الشاعرة زينب بوتوتة- الجزائر

رفيق الروح والتساؤلات//بقلم فراشة الربيع