رميت عيون الحسن// بقلم الأديبة الشاعرة هادية عباسي (الجزائر)
رَميتُ عُيونَ الحُسنٍ، بأسهمِ
فَما أصَبتُ، وأُصِبتُ بسهمٍ
من ذاك اللّحظِ ، لمَّا رَماني
و ما كنتُ قاتلهُ ، إذ صوًّبتُ
فًكُنتُ القتيلَ في هَواهُ، وما كًفاني
يا ذا الجَمال رُحتُ أتبعُهُ ، أما
بالوصلِ تجودُ ، فيبتهجُ زمَاني
فَنأى و النأي ليس بطبعِهِ ماذا
دهاكَ ، قَسوتَ أما عَادَ يُشقيكَ
هَوَاني
رُحتُ أبوح لهُ بسرّي ، و قد خفَى
و هو يُصرُّ على الهجرِ ، و نِسيَاني
و طَلبتُ النُّصحَ ، مِمّن لِحَالي قَد
وعَى ، فَقالَ هُو النِسيانُ يا فتَى
و أوصَاني
فصِرتُ مُخيَّرًا بينَ ذا البُعدِ وكَذا الجَفا
وكِلاهٌما حَنضلٌ ، مُرٌ طَعمُه باللِّسانِ
فَأضحَى القلبُ ضَريرًا غَيرهُ لا يَرى
يُقاسي النّوى، وكُلُّه أضحَى طَيَ كِتمَاني
و قد مٌلِّكتُ علَى عَرشِ الفُؤادِ، وقَد
غَدا ، بالعِندِ أشقَى الفُؤادَ وأشقَاني
فأمَرتُه أن يَصٍلَ فَما دنَا، أيجوزُ
لِلرعيّة في الهَوى، أن تَتمرَّدَ وتعصَاني
فظنَنتُ أنّي مَلكتُهُ فكَانَ مَالكي
وأحكَمَ ذا القيدَ، فكانَ سجَّاني
و قَد عِشتُ لأجلٍه عُمرًا فَما كفَى
وما يَكفي ولو غدَوتُ بينَ طيَّاتِك أكفَاني
بقلمي هادية عباسي ( الجزائر )
تعليقات
إرسال تعليق