غزة والغزاة والعرب الغفاة//بقلم الأديب الشاعر زياد الجزائري
(غَزَّةُ والغُزاةُ والعَرَبُ الغُفاةُ)
بَعضُ الخُطوبِ يُحَيِّرُ الحُلماءَ
بَلُ يُفْحِمُ الخُطَباءَ والشُّعراءَ
ماذا يُقالُ وَكُلُّ أَلسنَةٍ غَدَت
بُكْمَاً ، وكُلُّ المُفرَداتِ هَبَاءَ؟
رَقَدَ الذُّهول على العُيونٍ لِما رَأَت
وَتَحَوَّلت كل القُلوبِ هَواءَ
مِنْ هَولِ إِجرامٍ (بِغَزَّةَ) فَاتِكٍ
جَعَلَ الصِّغارَ وَأَهلَهُم أَشلاءَ
وَأَحَالَ آلافَ البُيوتِ خَرائِباً
وَمَقابَرَاً وارَت بِها الأَحياءَ
لَمْ يَتركوا مَشفىً ولا من مسجِدٍ
وَكَنِيسَةٍ .... ماقرروا استثناءَ!
أشباهُ خَلْقِ اللهِ شَكلاً إِنَّما
بِقُلوبِهِم كَمْ أشبَهوا العَجماءَ
حَرموا العِبادَ مِنَ الغِذاءِ وما اكتَفَوا
حَظروا الوَقودَ عن الورى والماءَ
والعالَمُ المُنْحَطُّ مَنَ مَلَأَ الدُّنا
بِحُقوقٍ إِنسانٍ تُصانُ رِياءَ
البَعضُ صَفَّقَ لِلمَغولِ مُشَجِّعاً
(فَلتَهدموا في غَزَّةَ الأَحياءَ)
(ولتَثأروا مِنْ طِفلِها وشُيوخِها)
و(لتَطلُبوا ِمنْ أَهلِها الإِجلاءَ)
أَهلُ الحضارةِ في الحقارةِ أَبدعوا
وَذكاؤهُم بَدا فِي الخُطوبِ غَباءَ
في شَرعِهِمْ نَهجُ الإِبادةِ حِكمَةٌ
كَمْ أَغدقوا لِلمُجرمينَ عَطاءَ
إِذْ صَوَّروهُم لِلْشُّعُوبِ ضَحِيَّةً
تَبَّاً لَهُم! كم زَوَّروا الأَنباءَ
غَطَّوا فَظائعَهُمْ بِغَيرِ مُبَرِّرٍ
بَلْ طَبَّلوا كَي يُسمعوا الأَصداءَ
والبَعضُ ناشدهُم بِلُطفِ (أوقفوا)
قَصفَا فلَمْ يُبدُوا لَهُم إِصغاءَ
لَهفي ! على أهلِ العُروبَةِ أَصبحوا
رَغْمَ المَواردِ والعَتادِ ( غُثاءَ)
مُتَفرِّقِينَ بِموقِفٍ وبِمَنهَجٍ
بَلْ طالما أَلفيْتَهُم أَعداءَ
وَعَلَيهُمو كل الذِّئابِ تَكالَبَت
كُلٌّ يَرومُ لِشعبِهم إِفناءَ
ياويلَ أُمتنا إذا لَمْ تَنتَفضْ
منْ نَومةٍ قد أصبحت إغماءَ
قَد آنَ لِلعُربِ الغُفاةِ بِأن يَروا
في الوحدةِ الكُبرى عُلاً وَنَماءَ
كُتَلاً وَأَحلافاً غدَت هذي الدُّنا
وَقَويُّهُمْ لَنْ يَرحَمَ الضُّعفاءَ
كُلُّ الشعوبِِ طَبائِعٌ ومَذاهبٌ
وَبِرَغمِ ذَا لَمَّت بِها الأَشلاءَ
وتوحدت فيها المصالحُ فارتقت
بالفِكرِ حتى حازتِ العلياءَ
وغَدا لَها ثِقَلٌ ونالت هَيبَةً
وَأَخافَتِ الغازينَ والأَعداءَ
لولا تفَرُّقُنا لَما غَالى العِدا
بَطشاً بِنا .... فَلنَجمعِ الأجزاءَ!
وَلْنُلقِ بالأَحقادِ خَلفَ ظُهورِنا
نُحي العُقولَ ونَدفنُ الأَهواءَ
-شعر؛ زياد الجزائري
تعليقات
إرسال تعليق