حقيقة الإنسان//بقلم الأديب الشاعر سامر الشيخ طه
قصيدة بعنوان ( حقيقة الإنسان)
أنا من نسيجِ الشَّمسِ صغتُ تنضُّري
وعلى أديم الأرضِ كان تحضُّري
وشربت من أنهارها ورَوَيتُها
ومن احتباسِ الغيث جاء تصحُّري
ونظرتُ في نفسي لأدركَ كُنهَها
فوجدتُ في الإقدامِ كلَّ تقهقُري
ورأيتُ في مَتْنِ السهول بساطتي
و رأيت في قِمَمِ الجبال تجبُّري
والبحرُ إنْ يهدأْ ففيه رزانتي
وإذا يثورُ ففيه بعضُ تهوُّري
هطلتْ تفاصيلي جَناحَيْ مُزنةٍ
وصلتْ إلى أعماق نبعِ تجذُّري
نبتتْ وأورَقَ غصنُها وتفتَّحتْ
والزهرُ أثمرَ يانعاً بِتبختُرِ
ويسيلُ حبٌّ بين كفَّيْ عاشقٍ
فيفرُّ من بين الضلوع توتُّري
ينسابُ من نبعٍ زكيٍّ دافقٍ
مِن كلِّ أنواع الورود معطَّرِِ
إنِّي أنا الإنسانُ في أطوارِه
يحتاجُ في أفعاله لِمُفسِّرِِ
يبني تناقضَه على إحساسِه
ما بين فلسفةٍ وبين تفكُّرِِ
نفسي تحدِّثني وتنخرُ مسمَعي
وتجوبُ كلَّ محدَّبٍ ومُقَّعرِ
أُبدي لها صدِّي فتَظهرُ رغبتي
وسعادتي فتعاستي وتذمُّري
تلهو الحياة بنا تبعثرُ شملَنا
وتُشتِّتُ الأفكار بعد تبعثُرِِ
هذا عصى هذا طغى هذا بغى
وهناك من يرنو له بِتحيُّرِ
وهناك من يختار أن يبقى بلا
عقلٍ فبين مُسيَّرٍ ومُخيَّرِ
وإلى التراب يعود بعد مسيرةٍ
عثرتْ به فانهار بعد تعثُّرِ
عبدٌ أنا للَّه أهوي ساجداً
فإذا سجدتُ له فذاك تحرُّري
حريَّتي مرهوتةٌ بتذلُّلي
بعبادتي وتلذُّذي بتَصَبُّري
أمضي وقد أطلقتُ روحي هائماً
وتصوُّري أني أعيش تطوُّري
المهندس : سامر الشيخ طه
تعليقات
إرسال تعليق