كرسي ومدفأة//بقلم الأديب الشاعر أبوصدام العبيدي
#كرسي_ومدفأة
الفصل شتاءً... والوقت يميل نحو المساء ••
هزيمُ الرعد يزمجر في السماء••
ودقات الساعة الحائطية تتناغم مع دقات قلب ذاك الجالس مُطرِقاً متململاً تتقاذفه أحاسيسٌ متصارعةٌ بين الألمٍ و الحزنٍ و الأملٍ و الرجاء ••
على كرسيٍّ خشبيٍّ يتأرجحُ أمامَ تلك المدفأةِ المغطاة بالرماد المتراكم
وقد أشعلَ داخلَها حِزمةً من حطبٍ ولِحاء••
مُحدِّقاً في الأفقِ البعيد..
حفيفُ أوراق الشجر...
ورذغذِ زخات المطر..
على زجاجِ نافذةٍ تكاد تختفي
وسَطَ تشابكِ غصون الكستناء••
ِفي غرفةٍ من غرفِ ذلك البناءٍ قديمِِ الطرازِ
لكنّّه مايزال واقفاً بخُيَلاء••
بعيداً عن الصخب والضجيج والضوضاء••
أسندَ رأسه للخلفِ فبدأ الكرسي في التأرجحِ وأغمض عينيهِ مُفسِحاً المجالَ لذكرياتٍ ..
كانت حبيسةَ صدره تحت الآهات ..
فيبتسمُ تارةً ..
وأخرىٰ تقوده نحو التّجهُّمِ والوجومِ والبكاء••
شارداً بِـذهنِهِ عبر الزمانِ...
مغادراً المكانِ الذي يلفُّهُ هُدوءٌ عجيبٌ..
يبعثُ في النفسِ السكون ..
والرغبة في العزلة والإنطواء••
ِِما كُنْهُ ذلكَ الوجوم..
ما السّرُّ وراء تلكَ النظرةِ السابحةِ في الخلاء••
..أعياهُ التفكير..
ولم يتوصَّل إلى تفسير..
فنهضَ واقِفاً وأطلّ برأسه من نافذتهِ ..
فإذا الشمس قد غابت..
والطيور لأوكارها آبت..
وهدأت الضّجَّةُ وأُنِيرتِ الأضواء••
إستجمعَ قواهُ وطردَ زفرةً تحمل في ثناياها البخار ..
إرتعشت أطرافُه فتناول معطفه البالي ..
ونظر حولهُ ..
لا طارقٍ يطرُقُ بابَه...
لا مؤنِسٍ يُزيل إكتئابه...
لا جيران ترد جوابه...
لا رُفقاء ولا أخِلّاء ••
ذهب بخطوات متثاقلة لفراشه
علّهُ يجد في النوم الراحةَ لنفسٍ متعبةٍ
آملاً في انبلاج صبح جديد ..
يحمل معه الطمأنينة
والسكينة ... لِتلكَ لنفس الحزينة ..
ويشعره بالإنتماء
======================
#تحياتي/ ✒️أبوصدام_العبيدي
تعليقات
إرسال تعليق