هجرة الهادي بقلم الأديبة الشاعرة سلوى زافون
هجرة الهادي
بقلمي / سلوى زافون
وبَعـدَ الألـفِ كـمْ عامٍ أيا هـادي
وعطرُ الذكرِ في ذكراكَ من زادي
يعــودُ اليــومُ يـروينـا بـإكــرامٍ
حكايات عن المحبوب من بادي
وعن قومٍ رَضوا في حُكُمِهِ عَدْلا
وعادوا عارضــوا قَصْـدَ العِنــاد
وقالوا ماكذبْتَ القطَّ في حرفٍ
وإنّ النـورُ في صدقٍ لك البـادي
وأوْدَعْنـــا أمانـــاتٍ إذا خِفْنــــا
مِــنَ الخَلــقِ بتَـرويـعٍ وإفْســاد
فكيف الحق فيه قد علا قـدرا
وتكذيبٌ روىٰ جَهــلا بـأحقــاد
ويا ويلي من الكبـرِ إذا يقضي
على عبدٍ عليهِ النفسُ بالمرصاد
وإن الجهـلَ أرداهُمْ وكـمْ أردىٰ
مــنَ الأقـوامِ فِرعــونٌ بِـأوتــاد
أيــا بيتَ الإلَـهِ نَبـتَ أجــدادي
نَوىٰ الجُدران حُـزنٌ في فُؤادي
وهجرُ الموطنِ الغالي كَما النَّار
ولَــولاهُ اليقيــن عَــلا سُهــادي
وأمــرٌ مِنـكَ ياربّـي بِمسمــوع
وكُـلُّ الخيـرِ فـي أمْـرِ الرشــاد
إليكَ الأمـرُ فـي حِـلٍّ وتِرحـال
ومنّـكَ المَـــدُّ للـــرُّوحِ العتـــاد
صديـقٌ يتبَـعُ الهـادي إلىٰ أمـرٍ
مِـنَ اللّٰـهِ عَلـىٰ دَرْبٍ بِـإعْـــداد
عَلِــيٌّ قــامَ فـي ليْــلٍ يُلبّيـــه
ونامَ الخِلُّ يفْديِهِ مِنَ الأوْغـاد
أيا عِمْيـانُ ذا ربّـي سَيحمينـي
وفـوقَ الـرَّأسِ إقْـــرارُ الرُّمــاد
وثـارَ اللَّـومُ في بـوحٍ وكِتْمـان
وغيـظُ القلْـبِ بُـركـانٌ بِأصْفـاد
وركبُ الصَّحبِ في هَديٍ مِن اللّٰه
وجمْـــعٌ للْهُـــدىٰ جَهْــرًا يُنــادي
علــىٰ اللَّـــهِ تَوكّلنـــا وذا غــــارٍ
لبعضِ اليَومِ إن يلحق بِنا عادي
وذاكَ الركنُ في أمنٍ فَلا تخْشىٰ
وبـابُ الغـارِ قَـدْ أوْحـىٰ بِـإبْعـاد
دليلُ الدَّربِ في سَعْيٍ إلىٰ يَثْرب
وطَـــلَّ الْبَـدْرُ في سَعْــدٍ وإنشـاد
أيا ذِكرىٰ كَما الأنفاسُ في صَدري
تُعيــدُ الرُّوحَ طُهْـرًا مِثـل مِيلادي
تعليقات
إرسال تعليق