هون عليك // بقلم الأديب الشاعر محمد الدقي

 هَوِّنْ عليْكَ


لليلِ في الآفاقِ ما تُبْقِي الفوانيسُ

و الحلمُ في الأحداقِ ما تَبْرِي الكوابيسُ

و الوقْتُ 

هذا الوقْتُ

مناورةُ المواعيدِ 

إذا سيَّجَتْهَا المقاييسُ

حينئذٍ ، لك هامشُ أغنياتٍ 

تؤثّثُها الأحاسيسُ

فانسجْ من حروفك باقاتٍ 

تبكيها القواميسُ 

و انهضْ إذا كَبَوْتَ 

لا تُثنينَّكَ المتاريسُ 

يا صاحبي  هوّنْ عليك

يا صاحبي

عطّرْ حديثَكَ بالرّحيقِ 

و بالأريجِ و قَطْرِ النّدَى 

ليَرِدَ الغمامُ

و انْبِئْ بتأويلِ الرّؤى 

في غفوةِ العُشّاق 

إنّي راَيْتُنِي أحمل ما يشتهيه الحمامُ 

و أنْثُرُ فوق الطّريقِ أماراتِ وِدِّنَا

منّي إليك السّلامُ

منّي عليك السّلامُ 

يا صاحبي ،

ما معنى حرفِ الجرِّ بيني و بينك 

ونحن نعبُرُ جسْرًا هناك  

و تحتنا ترْكُنُ الأحلامُ 

و يقولُ صاحبي :

هوّنْ عليكَ

فلنا أواصِرُ لا تبيدُ

الماءُ و الملحُ و الذكرياتُ

و شتاتُ ما صقلَ الزّحامُ

لُذْ  بِي  إليكَ ، إذنْ

منّي إليك السلامُ

و إذا الدّروبُ مزّقتْ أوْصالَنا 

و بكى الحمامُ 

و اغرَوْرَقَتْ بهمومنا الأقلامُ 

حَلَّ الفراقُ بيننا يا صاحبي 

و عليك منّي السّلامُ 


            محمد الدقي   /   تونس

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

غياب//بقلم الأديبة الشاعرة حكمت بن عزيز

لن أرحل//بقلم الأديبة الشاعرة زينب بوتوتة- الجزائر

رفيق الروح والتساؤلات//بقلم فراشة الربيع