صرخة في الشتات// بقلم الأديب الأستاذ حشاني زغيدي
صرخة في الشتات
الخاطرة رسالة رمزية للمرأة الإنسانة ، الخاطرة تضع اليد على موضع الجرح ، في عالم يغيب الحقائق ، تصور الحقيقة المغيبة دون تزييف ، تصور العالم الحقيقي الذي تعيش عينة من المجتمع ، تصور حياة الغبن لنصف المجتمع المغيب في عيدها العالمي .
تركت العنان للقلم ليحكي دون خوف .
أرق النوم سهاد القلم ، فنهض مذعورا لهول المآسي
قام كئيبا يسجل الآهات
يسجل آهات صبية أو طفل أو عجوز طاعن
يؤلمه برد الشتاء
يروي حكاية امرأة
كان لها بيت مثل النساء
لكن زيف حضارة متمدنة
أعدمت حلمها الجميل
كانت تسكن بيتا بين المروج
كان جنة ساحرة
تحلم سيدات الدنيا أن تسكنه
كانت تعيش بين النساء سيدة
لكن طيف تلك الأيام الجميلة
غابت مع الحمم و البراكين
غابت بين طمي وأكداس الحجارة
سقط سقف البيت في لحظات
وعم الدمار أرجاء المدينة
خيم السكون كافة الأرجاء
سقط المعيل قتيلا
برصاصات عذر
و بات الجميع بلا مأوى
سكنت الحركة ، عم الحزن
أحرقت البساتين ـ " أصبحت كهشيم محتضر "
و جفت الأنهار التي كانت تسقي الزرع
باتت المسكينة تصرخ في العراء
ومعتصماه و لا معتصم يجيب النداء
تصرخ بين الخيام مشردة
تصرخ و قد جمد البرد أوصالها و جفونها
فإذا الدمعة المسكوبة أنهار دم
تستصرخ في العراء كئيبة
تترجى ، تطلب لقمة أو رغيف من فتات
تطلب كساء أو بطنيه و غطاء
يرد عنها قر الشتاء و حر الصيف
يرد عن صغارها لسعة البرد المميت
لكن المؤسف أن صرخاتها مخنوقة
أوقفها السجان في الأبواب ، فباتت كل المطالب مرفوضة
في قوانين أعدمت كل الحقوق
و ليس للمسكينة من طلب
غير عيشة كريمة تحفظ كرامتها
الأستاذ حشاني زغيدي
تعليقات
إرسال تعليق