صرخة وطن // بقلم الشاعر حسن يحيى المداني
صــــــرخــــــةُ وطـــــــــــن
شعر/ حسن المدانــي
عن لسان الوطن اليمني الجريح الذي انهكتهُ الحربُ وأذَلَّ شعبَهُ الغلاءُ الفاحش
سَيَاطُ الظُّلْمِ في ظهريْ خناجرْ
وشوكُ القهرِ في رأسيْ كواسِرْ
قَضيتيْ في ملفاتِ التلاشِيْ
وفي بُؤَرْ المحاكمِ والمَخافِرْ
فلْا قاضٍ ولا ميزانُ عدلٍ
أعادَ حُقُوقيْ ليْ من كل جائرْ
حُرُوبُ البين دكَّتْ نبضَ قلبيْ
ولمْ ترحمْ شرايينيْ الخناجر
رَمْتْ بيَ في جحيم الجُبِّ إذْ بِيْ
كيُوسفَ طائرِ الوجعِ المُهاجرْ
أنا الوطنُ الجريحُ وليس غيريْ
ومالِيَ من مُعينٍ أو مُناصِرْ
كرامةُ وحدتي في كل آنٍ
تدُوسُ عليها أقدامُ المخاطرْ
دمِيْ المهْدُورُ والمغْدُورُ قلبي
فلْا مثليْ على المأساةِ صابرْ
أنا المشنُوقُ والمسحُوقُ عظميْ
فميْ جُرْحٌ تُمزِقُهُ الأظافرْ
وليْْ في كُلِّ تنهيــدٍ مآسٍ
وكُلِّي َصارَ لْا بعضيْ مقابرْ
أنا المظلومُ والمَهْتُوكُ قَدْرِيْ
على أيديْ الصراعات الفَواجِرْ
أنا عُشبُ الهوى داسَتْ عليهِ
نِعالُ الشرِ والحُمْرُ الحوافِرْ
أهانتنيْ صراعاتُ الخطايا
وحربُ البُغْظِ ذُوْ الخَمس الدوائرْ
وأبنائيْ وجيرانيْ ومَنْ هُمْ
بلاخُلُقٍ ومافيهِمْ ظمائرْ
أساؤواْ كلُّهُمْ للدّين عمداً
وعدواناً ومااحترمُوا الأواصِرْ
أواصرَ وحدةٍ في الدّين لاْ فيْ
صراعاتِ القبائلِ والعشائرْ
فما رَبُحُتْ تجارتُهُمْ جمعياٍ
ولكنْ كلِّهم ربِحُوا الخسائرْ
لهمْ ولغيرهِمْ ولكلِّ منْ همْ
ذِيُولُ الحرب في ماضٍ وحاضرْ
لقد كُنتُ وكان الناسُ مثليْ
كما قدكُنتُ فوق الغصن طائرْ
عديم الخوف من خطب وريح
ومنْ مِحنٍ ومِن فِتنٍ صَغائرْ
فهبّتْ ريحُ مَنْ يُدْعْى ربيعاً
على الأطياب في كُل المزاهرْ
وقد طَحَنَتْ رُحَاهُ كُلَّ قُطْرٍ
أبَى أنْ ينحنيْ إلاَّ لقاهِرْ
هوَ الرحمنُ ربُّ الناس أقْوى
منْ الشُذَّذِِ مأمُورٍ وآمِرْ
أكانُوا في بلاديْ أمْ عَدَاها
وقولُ الحَقِّ لا يخشى مُكابِرْ
ومن قتلونيْ هُمْ أهليْ وناسي
وجيرانيْ وأغرابٍ تُؤآزِرْ
حروباً قد سَفَكْنَّ دماءَ شعبٍ
على مرآى ومسمعِ كل فاجِرْ
وصار الذّبحُ للأخلاقِ جُرماً
تتاريَّـــاً بدِينِ الله كافِرْ
وصار القتلُ في وطنيْ سُلُوكا
لَدْى الفُرَقاءِ منْ صاروا جنازِرْ
أُناشِدُّهم بصوتِ العقل كُفُّوا
أذاكُمُ عن ثرى أرضٍ تُحاصِرْ
حُقولَ فؤادِها حربُ الفَتاوَى
على الشاشاتِ أوْ فوقَ المنابِرْ
تعليقات
إرسال تعليق