من حصاد الورد بقلم المبدعة الأديبة ريم الكيالي

 "أحجِيَّةُ الموت أكبرُ من أحلامِيْ ! لا أزالُ صَغيرةً و رئتي تفيضُ دُخانْ .. 

مَن أشعلَ الحربَ في قَلِبي ؟و راح يتلو عليَّ لأجلِ سَلامِي ، آياتهِ .. مَن قَصَف تفاحَتِي الحمراءْ ..؟ و اقتَلعَ جذورِي قَبلَ استيقاظِ الندَى ، و طيَّرَ لهفةَ عصافيرِي ببلوغِ الفضاءْ !!

مَن قيَّدَنِيْ بِكابوسٍ لَم أرغَبْ بهِ ، و سيَّجَ تضحِيَتِيْ بذَنبٍ لَم أقترفْهُ .. و ما صَفَح! 

إنِي صَغيرة ! و مَطلَبِي كَبيرٌ ، بِحَجمِ الوَطنْ . هَل لِي بأمنيَّةٍ مُغلَّفَةٍ بصورَةٍ لي في دارِيْ ، مبسَمِيَّ شَفيفٌ و جَبهَتِيْ تطرَحُ الزيزفونَ ! أو عُلبةٍ زرقاءَ مخمليَّةٍ تَحرُسها النوارِسُ .. تتسِّعُ لما تبقَّى من أضلاعِيْ ! 

هَل لِي بِدُميَّةٍ تشبِهُ أمِيَّ ، تَسكُن قُربَ تفَّتُحِ عيني ، بِشَعرِها الطَويلْ تغطِي البردَ و تنتهِزُ النعاسَ كَي تغَنِيْ لِي عن حمامَتينِ .. تكونُ أمِيْ  بَبَسمتها الفَريدة! 

هَل لِي بِعقدِ لولو من نجومِ عُيونِكُم .. و قِصصاً مصورَّةً تحكِيْ عَن ذِئبٍ بَنى فوقَ قَلبِ ليلى خَيمةً و راح يمشِي إلى جسرِ الميعادِ دونَ جوازِ سَفرْ! 

أحجِيَّةٌ أكبرُ من عُمرِي ، بالكادِ أستطيعُ فَهمها !"


من حصاد الورد. ☘️

#نصوص في الشتات الفلسطيني 

ريم الكيالي 🌷

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

غياب//بقلم الأديبة الشاعرة حكمت بن عزيز

لن أرحل//بقلم الأديبة الشاعرة زينب بوتوتة- الجزائر

رفيق الروح والتساؤلات//بقلم فراشة الربيع