العودة.. عدت إليك يا أنا// بقلم الأديبة مريم عيسى
#العودة
عدت إليكِ يا أنا
عدتُ إليكِ يا كل خيباتي
عدتُ إليكِ يا كل ندباتي
عدتُ بعد رحلة طويلة
كنت أبحث فيها عن ذاتي
ولم أجدني يا أنا
عدت بكل دمعاتي
عدت إليك فارغة اليدين
منحنية الكتفين
باكية العينين
يا أنا
التي لم تستقبلني بحب
يا نفسي التي تركتها
عدت حافية القدمين
منتكسة الرأس والوجنتين
لا أريدك أن تضميني
بعد السفر
فأنا لم أحبك يوما
لماذا تغنين؟
لماذا ترقصين؟
عدت بعد ضياع
إلى ضياع
عدت من النار إلى النار
كل القرارات كانت
قرارات الشياطين
عدت حاملة على كتفي
هزائمي
عدت من غير أصدقاء
عدت وحيدة يا أنا
عدت مدعية الكبرياء
عدت يا مريم فلا تضميني
هل تذكرين عندما رميتني
وسط الشهداء
هل تذكرين كيف عبثت بالسنين العذارء
والآن
لا تضميني
لم أشتق لرواياتك
لم أشتق أبدا لعثراتك
عدت يا جرحي
عدت لنزفي وآهاتي
عدت ولازلت أنت كما أنت
في قوقعتك لم تتحركي
هل الآن أخرجك
أم أخرجني منك
يا خيبة حروبي
وانكساراتي
عدت تاركة خلفي ظلا
كان يدعي أنه
يسكن بين صحوي وهجعاتي
يسند حلما مشلول الحركة
يمسك بيد أمنية
سقطت في الحرب منذ سنوات
عدت متكئتا على جسدي الهزيل
وهذياني
وحروفي الذابلات
مريم عيسى
تعليقات
إرسال تعليق