بقلم الشاعرة الراقية ندى الدرويش


 الرابع من آب كان 

يوم مولدي 

وُلدتُ في صيف دافئ

 لا خسارة في مجيئي

 كل شيء

على ما يرام 

  وكانت  في فمي 

ملعقةٌ من

خشب! 

لم يشعر بي أحد! 

انهمكتْ أمي بتعبئة 

الماء نقلا من البير

 الشمالي لتسقي

المواشي! 

و انشغل أبي بتجارته

و كنتُ ذكيةً لأعرف منذ طفولتي

أنني الأجملُ في ذلك القاع

الشاردة الأدهى في دوامة الحياة..

و من تراب الطريق العدم

رسمت فراشةً 

و قلباً..

ولونت سماءً!! 


...

كنت أشعر بالعدم

أمام جموح الخيل

و جذور الشجرة الباسقة

أشعر بالخجل من دموع أمي

على عتبة الغروب

من كفيّ أبي و هو يمسح

جراحي من عبث الحجارة..

.....

كبرت و أنا أتعلقُ بالأشياء

البسيطة

مثل الطحالب على سطح الشتاء

باب الخشب المتشقق

صفير الريح من ثقوبه 

بديلا للموسيقى ودجاجات 

البيت على أريكتي

كنت أعبث بصندوق أمي

كان مثلي يخبأ الكثير

بين زواياه المهترئة..

كان مثلي فوضوي غير مرتب كل يوم أعيد تأهيله من جديد..

تقفله أمي وأبي يؤنبها ..

يتأرجحُ عليه أخوتي..

ترتاحُ العابي الخشبية  على ظهره

بين قطرات المطر العالقة

على حبل أرجوحتي

بين مناديل أمي و جوارب أخوتي

تعلّق قلبي

***** ندى الدرويش

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

غياب//بقلم الأديبة الشاعرة حكمت بن عزيز

لن أرحل//بقلم الأديبة الشاعرة زينب بوتوتة- الجزائر

رفيق الروح والتساؤلات//بقلم فراشة الربيع