إلى أمي || بقلم الأديبة الراقية مريم عيسى


 إلى أمي 

التي كانت كل ليلة

تلون قطرات المطر

بعينيها الذابلتين

إلى أبي 

الذي يحمل 

سيوف المحاربين القدامى

ويجلس على 

عرش صلاح الدين

وهو لا يملك فرسا

ولا غمد


إلى شفتاي اللتان  

تغيبان بين الغيوم

وعيناي اللتان تحدقان 

في الشمس


إلى أملي الذي

فقد ساقاه في الحرب

خذوا النوارس لكم

وخذوا الغروب

لازلت لم أكمل البيت 

الذي كنت أبنيه 

من الرمل 

على الشاطئ

دعوا لي ابتسامة الحلزون

وغناء الرمل


إلى جارتي الأرملة

ألازلتى تستمعين إلى أغنية

فيروز صباحا

(حدّ القناطر .. محبوبي ناطر

كسر الخواطر يا ولفي ما هان عليا)

إلى متى تناغين الصباح 

وتمتطين النجوم

وترحلين مع السحاب إلى الخيال

ثغرك الوردي يعانق الظلام

وصوتك الرقيق

يختفي بين السكون والملام


إلى ضالتي 

لما أنتِ خرساء

ولسانك معقود

أين أجدك وأنتِ بلا صوت

شدو العصفور

يبشرني بفجر يهطل 

به الجولنار

ونسيم يمر من قرب خدي

يحولهما إلى رمانتين

سأنتظر

يا أمي 

كافاك رثاء

فأنا لست أغنية حزينة

ولست بقبر 

ولا وردة حمراء


مريم عيسى

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

غياب//بقلم الأديبة الشاعرة حكمت بن عزيز

لن أرحل//بقلم الأديبة الشاعرة زينب بوتوتة- الجزائر

رفيق الروح والتساؤلات//بقلم فراشة الربيع