من قصة "حكمة عزيز" قضية من المجتمع _ بقلم الأديبة الشاعرة خديجة محمد عقل
إليكم الجزء الرابع و"الأخير"
من قصة "حكمة عزيز "
كما عرفنا بأن عزيز وأخته سافرا ليكملا تخصصهما ، ووعد وأخته دموع أكملا دراستهما .
سعى "وعدٌ" جاهداً كي يعمل بعد أن قطع على نفسه عهداً بأن يحقق مستقبلاً زاهراً يواجه مصاعب الحياة ومطباتها وأن يحمي أمه وأخته في عينيه.
أما "دموع" أتقنت فن الرسم وأصبحت من أهم الفنانات التشكيليات .
ومضت السنين وحقق وعد ودموع ما تمنيا وأصبحا في مكانة مرموقة ولهما أهمية عالية .
بعد مرور الزمن تقدم والدا عزيز في السن وأصبحا عاجزين وبحاجة لرعاية.
مما أثار قلق عزيز على والديه.
(نتذكر هذا القول المأثور):
_ "إزرع جميلاً ولو في غير موضع
لن يضيع جميل أينما زرع".
فزرع عزيز أثمر ونبت صالحاً.
لم ينقطع التواصل بين الشابين الأنيقين:
_ عزيز يخاطب وعداً هاتفياً:" وعد كيف حالك؟"
كم اشتقت لرؤيتك ، هل لي بطلب عزيز على قلبي؟
_ وعد :" بكل سرور صديقي الطيب".
_ عزيز :" إن أبي وأمي هم شغلي الشاغل ، هل أستطيع الاعتماد عليك أثناء غيابي؟ ولن يضيع عملك معي.
_ وعد :" لا تقل هذا ياصديقي ؟ والديك والديَّ وفضلكم سابق .
_ عزيز :" ما المطلوب ؟ وأنا حاضر ، وقريباً نلتقي.
_ وعد :" لا شيء عزيزي ، إطمئن فهم مثل أمي أحفظهم بعيوني ، فقط أشتاقك وأتنمى لك كل التوفيق ، وننتظر عودتك سالماً .
عاد "عزيز" إلى ربوع الوطن ، وكان الإبن البار لوالديه كما خصص دعماً مادياً للفقراء أيضاً .
قرر "وعدٌ" العودة إلى بلده ليزور بيته المهدوم وفي قلبه غصة راجياً أن يُفْرِحَ قلب والده الموجوع ويخبره بحاله.
بنى "وعد" بيتاً وبجانبه قبراً لوالده (مقام).
وراح يروي له بما مر به وبعتب كبير بأن الحياة ما زالت ناقصة بدونه.
كان ينفق مبلغاً من المال في الأعمال الخيرية ، كما أنه خصص مبلغاً من المال لدور الأيتام من كل شهر .
أما "دموع" الفنانة الناجحة تقيم المعارض وتجني أرباحاً طائلة .
كانت لوحاتها على المستوى العالمي
منها : ما تمثل :
الحرب ، السلام ،الأطفال، البرد، دموع الأمهات ، وجع الآباء ، الشر ،الفضيلة ، أطباق الطعام ، وبعض الضحكات المبللة بالدموع .
كانت تجسد بلوحاتها وجعها والأوقات الصعبة ، والأجمل والمثير للدهشة هنا
أعظم لوحاتها لوحتان :
1_ الأولى : لوحة تظهر وجع والدها تحت الركام ، يصرخ وينزف ،
والشيطان يبرز أنيابه ضاحكاً .
2_ والثانية: نصاً مكتوباً بخطها الرقعي المذهل قصة والدها والحدث المؤلم.
ومن حينها تتلقى دعماً عربياً لعملها ويشاركونها مهامها الإنسانية لمواجهة الشر والدفاع عن الحق لتحقيق السلام....
_ أحسنوا تربية أولادكم فبالتربية الصالحة نبني مجتمعاً صالحاً .
تحياتي مكللة برائحة المحبة
خديجة محمد عقل
لبنان
تعليقات
إرسال تعليق